|
أختاه أسلمى قبل أن تستسلمى !!!
أختاه أسلمى قبل أن تستسلمى !!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
له الحمد على ما أعطى و له الحمد على ما منع
فما أعطى إلا فضلا منه و كرماً و ما منع إلا لحكمة
فله الحمد دائما و أبدا
و الصلاة و السلام على من جعله الله سبباً لكل خير نحن فيه
اللهم صلى على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد
و بارك على محمد و على آل محمدكما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد
أسلمى لأمر ربك
قبل
أن تستسلمى بين يدى مغسلة الأموات
!!!
هل فكرتى أختاه يوما فى هذا الموقف
حين تخرج الروح إلى خالقها
وتبكى الصديقة و الحبيبة و القريبة
وتأتى المغسلة
وتبدأ فى عملها
فتجرد هذا الجسد الجميل من تلك الثياب الغالية الجميلة
التى كم أنفقتى عليها الكثير من الأموال
وقضيتى الساعات فى الأسواق التجارية
بين محل و آخر لتختارى هذا الثوب الجميل
الذى يظهر مفاتنك و يبرز جمالك
فيزيدك جمالا ويزيدك فتنة
كم من كلمة مدح سمعتيها حين ارتديتيه ؟
كم من شاب رآك به
ونظر إليك
ففتن
؟
و اليوم أختاه
ستستبدلين هذه الثياب الجميلة
بالكفن
" خمسة أثواب من قماش رخيص الثمن "
هل تفكرتى أختاه فى هذا الموقف ؟
و أنت أمام المرآة تتزينين و تتجملين
هل تفكرتى أختاه فى هذا الموقف ؟
والله إنه لموقف مهيب
جسدك ملقى بلا حركة و لا نفس
لا تملكين أن تحركى طرف إصبعك
و إمرأة تغسل جسدك
ثم تضعك فى كفنك
وكفن المرأة خمسة قطع من القماش
" قماش رخيص الثمن "
هذا أختاه هو كل ما ستخرجين به من متاع الدنيا
هذا هو الشئ الوحيد الذى سيصحبك إلى قبرك
و أما هذا الشاب الذى تزينتى له و تجملتى له و فتنتيه لن يأتى معك ؟
صديقتك التى كانت تثنى على ملابسك الجميلة و تمدحك لن تذهب معك ؟
وحدك أختاه
فى كفنك ستدخلين قبرك
ومعك ؟
عملك
يا لندمك ساعتها !
على كل لحظة ارتديت فيها هذا الثوب الجميل
حين ترين ذنوبك بسبب تبرجك
يا لندمك ساعتها !
ولكنه وقت لا ينفع الندم
أما الآن فينفع أختاه
ينفع الندم الآن أختاه
هيا أختاه
اندمى على ما فات
وارتدى زيك الشرعى الذى أمر به الله تعالى
قال تعالى :
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }
الأحزاب59
وقال ابن عباس وأبو عبيدة فى تفسير تلك الآية :
أمر نساء المؤمنين أن يغطين رؤوسهن ووجوههن بالجلابيب
إلا عيناً واحدة ليعلم أنهن حرائر
قال الشيخ أبوبكر الجزائرى فى أيسر التفاسير فى سبب نزول تلك الآية :
فإنه لما كان المؤمنات يخرجن بالليل لقضاء الحاجة البشرية إذ لم يكن لهم مراحيض في البيوت وكان بعض سفهاء المنافقين يتعرضون لهن بالغمز والكلمة السفيهة وهم يقصدون على عادتهم الإِماء لا الحرائر فتأذى بذلك المؤمنات وشكون لأزواجهن ما يلقين من تعرض بعض المنافقين لهن فأنزل الله تعالى هذه الآية
{ يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن }
والجلباب هو الملاءة أو العباءة تكون فوق الدرع السابغ الطويل، أي مُرْهُنَّ بأن يدنين من طرف الملاءة على الوجه حتى لا يبقى إلا عين واحدة ترى بها الطريق، وبذلك يعرفن انهن حرائر عفيفات فلا يؤذين بالتعرض لهن أولئك المنافقون والسفهاء عليهم لعائن الله.
يا بنت الإسلام
يا نساء المؤمنين
قلن :
" سمعنا و أطعنا "
إن كنتن مؤمنات
{إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ
أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }
النور51
و إياكِ أن تتمادى فيما أنت فيه بعد أن قرأتى تلك الآيات
و تعرضى عن أمر ربك
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْراً وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذاً أَبَداً{57} وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن دُونِهِ مَوْئِلاً{58} }
الكهف
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين
إلى يوم الدين
| التوقيع |
 |
|