08-10-2012, 08:55 PM
|
رقم المشاركة : 1
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية العضو
|
|
المستوى: 31 []
الحياة 0 / 759
النشاط 439 / 30430
المؤشر 37%
آخر مواضيعي
|
|
معلومات
العضو |
|
|
فتح عنيزة سنـة 1322/ 1904م
في ليلة الخامس من محرم من تلك السنة ،، دخل الملك عبد العزيز رحمه الله ،، ديرة عنيزة وهي تحت حكم ابن رشيد ،، إيذاناً بفتح عنيزة تلك السنة ،، وكان معه السليم ،،
وبعد فتح عنيزة ،، ولى الملك عبدالعزيز رحمه الله ،، عبدالعزيز بن عبدالله بن يحيى السليم ،، إمارة عنيزة في المحرم 1322هـ ،،
وقد استمرت عنيزة منفصلة عن إمارة القصيم ومرتبطة مباشرة بالرياض ولها بيرق خاص اشترك في حروب الملك عبدالعزيز رحمه الله في نجد وخارجها ،، حتى عين الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله ،، على منطقة القصيم الأمير فهد بن محمد بن عبد الرحمن في ربيع الآخر عام 1389هـ فأصبحت عنيزة إحدى الإمارات التابعة لمنطقة القصيم الإدارية ،،
وتسمى هذه السنة " سنة الغرقة " لدى أهل عنيزة ،، لأنه في نفس السنة بل وفي نفس الأيام التي فتحت عنيزة فيها ،، إجتاحت عنيزة أمطارعزيرة لأيام طويلة وهدمت بيوت كثيرة ومات أناس ،، فقد غرقت بعض الحارات من كثرة الأمطار ،،
و" فتح عنيزة " كان في ليلة الخامس من محرم ،، و" الغرقة " والأمطار في الثاني عشر منه ،، وكان حينها الملك عبد العزيز رحمه الله ،، لا يزال في مخيمه في " الجهيمية " ،،
ويذكر بأن الملك عبدالعزيز رحمه الله ومن معه حينما رأوا " الشعيب " مقبلاً ،، أرسل رجالاً إلى داخل عنيزة ينذرون الناس ،،
وهذه بعض المعلومات التفصيلية ،، لدخول عنيزة في حكم الملك عبدالعزيز - 1322هـ/1904م.
كان الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه يدرك أنه لكي يحمي المناطق التي سيطر عليها ويزيد من نفوذه ،، لا بد من مواجهة بينه وبين ابن رشيد في القصيم ،، باعتبار القصيم منطقة فاصلة بين مركز حكم كل منهما (الرياض وحائل).
القصيم بما لها من موقع استراتيجي وما فيها من ثروات زراعية وتجارة نشطة وكثافة سكانية -مقارنة بغيرها- لذا كان مهماً جداً إدخالها ضمن الدولة السعودية الجديدة ،،
لذلك عمد الملك عبدالعزيز رحمه الله ،، بعد سنتين من دخول الرياض الاتجاه إلى القصيم ،، وحرص على أن يشاركه في ذلك كل من أهل عنيزة وبريدة الذين كانوا في الكويت مرة أخرى ،،
وفعلاً خرجوا معه أواخر عام 1321هـ/1904م وبفضل من الله تمكن المؤسس من فتح مدن القصيم الواحدة تلو الأخرى ،، وذلك لأن الناس رأوا فيه الحاكم العادل والمنقذ من الجور الذي وجدوه ممن قبله ،،
وكان فتح عنيزة في ليلة الخامس من محرم 1322هـ/ الثالث والعشرين من مارس 1904م ،، ولم يحصل قتال بالمعنى المتعارف عليه ،، ولم يعرف أن أحداً من أهل عنيزة قاوم جيش ابن سعود ،، إلا الحامية العسكرية الرشيدية ،،
كما أن أهل عنيزة على ما يظهر من مجرى الأحداث ،، لم يكونوا مقصودين بالحرب بل كان القصد الهجوم على حامية ابن رشيد ،، وإخراجهم فقط وهذا ما حصل ،،
وللتعرف على أهمية عنيزة ،، يقدر عدد سكان عنيزة في ذلك الوقت ،، ما بين 10-15 ألف نسمة ،، بينما يقدر سكان الرياض حينذاك بثمانية آلاف نسمة ،، وبريدة بسبعة آلاف وخمسمائة ،، وبذلك تعتبر عنيزة أكبر تجمع سكاني في نجد ،، والمدينة الرئيسية في ذلك الوقت ،،
وهذه لمحة عن النشاط الاقتصادي لعنيزة في ذلك الوقت ،،
وقصة دخول نخلة البرحي للمملكة والقصيم ،،
تعتمد عنيزة على التجارة والزراعة وصناعة بسيطة ،، فبالنسبة للزراعة في ذلك الوقت ،، كانت عنيزة تضم انواع متعددة من النخيل منها ،، الونانة، القطارة، أم الخشب، الشقراء، الروثانة، المكتومية، أم الحمام، السكرية، الحلوة،... وغيرها من الأسماء التي تطلق على النخيل حيث تتجاوز (28) نوعاً من عنيزة وحدها،
وقد ظهر نوع جديد من النخيل يسمى (البرحي) الذي يذكره الشيخ محمد العبودي: (ان عبدالله بن محمد البسام أتى بها إلى عنيزة من البصرة عام 1310هـ ،، وذلك بأن حمل (فرخين) منها في زمبيل على بعير ،،
وجعل يسقيهما بالماء حتى وصل إلى عنيزة ،، فغرسها فماتت احداهما وعاشت الأخرى ،، فانتشرت هذه النوعية في عنيزة ،، ثم باقي القصيم ونجد ،، وقت نجحت زراعة النخيل في عنيزة ،، مما مكنها من تصدير انتاجها من التمور إلى بعض المناطق ،،
وتعتبر التجارة والزراعة في عنيزة قديما أهم النشاط الاقتصادي للحاضرة وقد ساعد على بروزها تجاريا لأنها كانت ممرا للقوافل التجارية من خارج المنطقة وخصوصاً من العراق إلى الحجاز والمسمى بطريق زبيدة المشهورة وكانت استفادة السكان من هذه القوافل مختلفة الجوانب كانت القوافل تستأجر منهم حراساً وأدلاء أوتشتري منهم إبلاً بدلا من إبلهم المتعبة والنافقة في بعض الأحيان وكذلك تشتري من المنطقة ما تحتاج إليه من أطعمة ولوازم سفروقد تبيع هذه القوافل ما معها من أشياء أو يبادلون بها لوازم أخرى، كل هذا له الأثر الكبير على النشاط التجاري للمنطقة بشكل عام
وقد استمرت أهمية طريق زبيدة للحجاج حتى منتصف القرن الرابع عشر الهجري حيث شهد نهاية خدماته التي استمرت ثلاثة عشر قرناً من الزمان وبجانب أهمية موقع المنطقة تجاريا فقد كان سكان المنطقة أهل حذق بالتجارة ويعرفون بالأمانة وأكثر أثرياء عنيزة عصاميون وصلوا إلى درجة ثرائهم عن طريق اغترابهم عن بلدانهم سنوات عديدة قد تصل إلى أكثر من ثلاثين سنة وصار لبعض هؤلاء نشاط تجاري كبير في العراق والكويت والبحرين والشام، وكذلك مصر والهند ولهذا استطاع بعضهم الحصول على ثروات طائلة بالنسبة لمستوى تلك الفترات السابقة،،
فقد ذكر (دواتي) أن ثروة أكبر تاجر في عنيزة في عام 1293هـ تصل إلى 24 ألف جنيه استرليني ،، وقد انعكس حب سكان عنيزة للتجارة على تقدم بلادهم وتطورها، وهذا ما لاحظه الكبتن شكسبير عند زيارته لعنيزة في بداية القرن العشرين فقد قال عنها: (إنها أعادت إليه جو الحواضر الضخمة بكثرة رجال الأعمال فيها وتقدم مستوى المعيشة بين سكانها).
ووصف الرحالة (سادلر) عنيزة بأنها قصبة الجزيرة العربية ومركز وصل بين الخليج العربي والبحر الأحمر تلتقي عندها عدة طرق.
لقد بقيت عنيزة فترة طويلة ذات أهمية تجارية في المنطقة حتى في فترات الاضطراب السياسي في المنطقة، وهذا (خورشيد) أحد قادة الحملة التركية المصرية على نجد عام 1254هـ يقول: عنيزة مركز تجاري كبير في المنطقة يختلف إليها التجار من بغداد والشام ويقصده الأعراب أيضاً ببضائعهم).
كما يصف (دواتي سوق عنيزة عام 1292هـ بالنشاط والحركة منذ شروق الشمس حتى غروبها مع شبه توقف بين الظهر والعصر. أما لوريمر) فيذكر عن سوق عنيزة في بداية القرن العشرين الميلادي بأن المؤن وفيرة فيه من سائر الأنواع بعضها محلي وبعضها مستورد ويذكر أن أحد أسواقها المسمى .
(المسوكف) حينذاك يحتوي على 120 محلا تجاريا. كما أشار إلى وجود سوق خاص بالنساء في عنيزة وجاء (فلبي) بعد ذلك عام 1337هـ فقدر عدد دكاكين سوق عنيزة بأنها لا تقل عن ألف دكان ،، وكل ذلك يدل على ما وصلت إليه التجارة الداخلية في عنيزة من ازدهار وتقدم كذلك التجارية الخارجية مزدهرة حيث وصل تعامل تجار عنيزة إلى مناطق أخرى داخل الجزيرة وخارجها.
الصناعة في عنيزة ذاك الوقت ،،
وهي صناعات يدوية قام بها بعض سكان المدينة بعد أن حذقوها بأيديهم وأملتهم ظروف الحياة في ذلك الحين مما أعطى البلد اكتفاء ذاتياً في كثير من الأمور التي يحتاجها في مجال الصناعة التي من أهمها.
النجارة- الحدادة- البناء- الصياغة- الخرازة- الحياكة- صناعة الخوص- دباغة الجلود- الخياطة... وغيرها.
العادات والتقاليد في بلدة عنيزة ،،
يقول الدكتور محمد بن عبدالله السلمان في كتابه عنيزة بين الأمس واليوم: لا تختلف العادات والتقاليد الاجتماعية في عنيزة اختلافا جذريا عن باقي منطقة القصيم وعموم نجد في شكلها العام وان كانت هناك بعض الاختلافات البسيطة لأن لكل بلد عاداته وتقاليده يتناقلها الحاضرون عن سلفهم وتوجد في مجتمع المنطقة جميع الصفات العربية الأصيلة المتفقة مع تعاليم الاسلام كالكرم والشجاعة والمروءة والشهامة والنخوة والوفاء والبساطة.
بل إن من عادة أهل عنيزة البشاشة بالوجه واكرام الضيف حتى لو كان غير مسلم وهذا ما أكده (دواتي) عند مروره في نجد ومنها عنيزة عام 1292هـ ويذكر أنه لم يفت على من أكرموه دعوته لدخول الاسلام واشتهر بعض أهالي عنيزة بحب إكرام الضيف والحرص على الفوز به وهذا ما طلبه الشاعر الشعبي المشهور محمد بن عبدالله القاضي المتوفى عام 1285هـ من أمير عنيزة حينذاك عبدالله بن يحيى السليم بعد أن قال قصيدة في مدح بلده عنيزة ومنها قوله:
برباه حور العين بسحر جماله ** وحماه هو مربي الجوازي والأطفال
دار لنا وادي الرمة هو شماله ** غربيه الضاحي وشرقيه الجال
فقال أمير عنيزة للشاعر بماذا تكافئك يا أبا عبدالله فقال: كل ضيف يجيء عندكم تكون ضيافته عندي في اليوم التالي ،،
وهذه المعلومات الموثقة ،، من رصد وإعداد الشيخ محمد العثمان القاضي ،،
المواضيع المتشابهه:
التوقيع |
|
|
|
|